الغجرية العذراء
وهنا دخلت نهال وهي تحمل صينية عليها أقداح
وحالما شاهدت هبة حتى سقطت الصينية من بين يديها
وتكسرت الاقداح وشعرت بالامتعاض الشديد فانقبض صدرها لكنها اظهرت بشاشة مصطنعة وقامت بالترحيب بهبة ..
بعد ذلك انفردت هبة بنهال وأنبئتها انها لم تخبر احدا بما حصل بينهما
وانها مستعدة لأن تغفر لها شريطة ان تحسن سريرتها فوعدتها نهال بذلك وأقسمت لها انها ستفتح صفحة جديدة ..
بعد ثلاث سنوات طويلة على نهال التي لم تستطع ان تنسى كرهها لهبة
بسبب خبث سريرتها فبقيت تشحن صدرها غيظا وحقدا عليها خلال تلك السنوات حتى حان يوم زواج ابراهيم من هبة فنفد صبرها وقررت التخلص من هبة قبل ان يبلغ العريسان ليلة الدخلة ..
ففي تلك الليلة جرت العادة ان يقدم للعريسين كأسي عصير فقامت نهال بتسميم الكأس الذي سيقدم لهبة وعندما جلس العريسان ليشربا أمسك كل منهما بكأسه لكن المفاجأة حدثت عندما وضع العريسان كأسه الخاص في فم الآخر وسقاه العصير .. فصرخت نهال التي كانت ترقب الوضع وهي ترى ابنها
يسقط ارضا يتلوى من الالم فنظرت الى هبة وكأنها تحملها مسؤولية ما حدث فامسكت سكينا وهجمت عليها وهي تزعق لكن ابو هبة أعترض طريقها فتلقى منها طعنة في صدره فتراجعت نهال وهي ترى الحضور قد أحاطوا بها للقبض عليها فركضت هاربة ولم تتوقف حتى بلغت منحدرا صخريا وقد لحق بها الشباب والرجال فهددت بألقاء نفسها ان هم اقتربوا .. وهنا اطلق عليها احدهم سهما سريعا مربوط بحبل فاخترق فخذها فرمت نهال بنفسها من المنحدر لتنتحر لكن الرجال سحبوها وقبضوا عليها فوجدوها قد جنت كليا وهي تصرخ قائلة :
سأقتلك يا هبة .. سأقتلك يا هبة .. هاهاهاهاهاها
أما هبة فقد قامت بعمل استثنائي .. اذ شمرت عن ساعديها وأحضرت مواد من المطبخ واستخدمت خبرتها التي استقتها من الحكيمة كغجرية وصنعت مضاد للسم وسقته لحبيبها ثم التفتت الى ابيها وصنعت عجينة خاصة وضعتها على الجرح فانقطع النزيف والتأم الجرح فارتاح الرجلان هذه الليلة ..
وفي الايام التالية شفيا تماما مما ألم بهما فتم استئناف الزواج وعادت البهجة من جديد في ربوع المنزل العتيق .
تمت الحكاية