الغجرية العذراء
– انا سأبقى هنا حتى تبتعدي عن المكان ..
أطمأني .. أنهم لن يجرئوا على ايذائي بعد ان يعلموا بهويتي ..
تشكرت هبة من الاميرة وغادرت برفقة الخادم كما طلبت منها الاميرة وانضمت الى الموكب الذي انطلق بها فورا الى منزل السيدة التي سعدت بها وهنئتها بالسلامة ..
بعد ساعتين .. انضمت اليهما الاميرة فاكتملت الفرحة وأخبرتهم الاميرة ان موكب آخر كان بانتظارها ليقلها بعد مغادرة الموكب الاول .. وأن زعيم الغجر عندما علم بأني أميرة البلاد لم يجرؤ على مخالفتي …
بالطبع لقد انزعج قليلا لكن بضعة أكياس اخرى من المال تكفلت بأسكاته وصرف نظره عن الموضوع ..
ثم غادرت الاميرة وأمضت هبة هذه الليلة برفقة سيدة المنزل ..
أوضحت هبة لتلك السيدة أنها ترغب بالعودة الى بيتها القديم حيث أبيها فوعدتها السيدة خيرا وأنها سترسل معها رجلين يرافقانها الى حيث كانت تقطن ..
في الصباح .. انطلقت هبة مع رجلان يعملان لدى السيدة على ظهر الخيول باتجاه منزلها السابق بعد ان أغدقت السيدة بعبارات المديح والثناء لجميل صنعها معها ..
قطع الثلاثة شوطا من الطريق حتى أقتربوا من أجمة كثيفة وفجأة …
انقض عليهم أربعة من الغجر أحدهم كان زعيم الغجر وتبارزوا بالاسياف مع الرجلين حتى قتلوهما .. فارتعبت هبة وحاولت الفرار لكن الزعيم ادركها فأمسكها وقال :
هل كنت تظنين ان دراهم الاميرة بأمكانها ان تبعدك حقا عن الخيمة الحمراء .. لقد ولدتي لذلك العمل ويجب ان تتقبليه ..
بكت هبة كثيرا فيما أخذ الزعيم يجرها من شعرها ليعيدها الى المخيم وهنا … برز لهم فارس شاب حالما شاهدته هبة حتى استنجدت به ليخلصها وقالت :
هؤلاء اختطفوني وأنا في طريق عودتي لبيتي وقتلوا مرافقين معي .
ترجل الشاب من على صهوة جواده وشهر سيفه وطلب من الغجر تحرير الفتاة فضحك الزعيم وقال :
وإلا ماذا ؟ ستقاتلنا نحن الاربعة ؟
قال الشاب :
نعم .. انا جندي في جيش حاكم البلاد وانتم مقبوض عليكم بتهمة القتل والاختطاف .
قال أحد الغجر :
دعه لي يا زعيم ..
ثم هجم على الشاب فأطاح به الجندي بحركة واحدة فانذهل الباقون وهجم عليه اثنان دفعة واحدة فطاحنهما الشاب بحسامه حتى أسقطهما مضرجين بدمائهما .. وبقي الزعيم لوحده فارتجفت ساقيه من الخوف فترك هبة وانطلق هاربا يركض ويتعثر حتى غاب عن الانظار .. قال الشاب :
سأعود اليه لاحقا .. أما الان فيجب ان اعيدك يا سيدتي الى بيتك .
اعجبت هبة جدا بفروسية وأخلاق هذا الفارس النبيل الذي اركبها على فرسها وسارا معا باتجاه البيت .. وفي الطريق أخبرته هبة باسمها واسم ابيها وما جرى معها فوقف الشاب فجأة ينظر الى هبة بتعجب
وقال :
انتي هبة اذن .. لقد تغيرتي حقا ..
استغربت هبة وقالت :
من اين تعرفني ايها الفارس الشجاع ؟
– انه انا يا هبة .. ابراهيم ابن نهال ..
صدمت هبة لهذه المفاجأة وتمنت ان تكون مفاجأة سارة وأن تستمر كذلك للجميع .. ثم أخبرها ابراهيم بأن ابيها حزن جدا لاختفائها الغامض لكنه بخير الان وأن نهال مازالت زوجته .. فتمنت هبة في قرارة نفسها ان تكون نهال قد تغيرت كليا نحو الافضل ..
وصل الاثنان الى البيت فتقدم ابراهيم اولا ليهيئ الامور وأخبر ابيها بعودة ابنته فلم يصدق بادئ الامر حتى أطلت هبة في الدار حيث كانت متحمسة جدا للقائه وما ان رأته حتى ألقت نفسها بين قدميه فعانقها الاب وغابا عن الدنيا مندمجان في عالم اللقاء بين دموع وآهات .. وهنا أخرج الاب دمية صغيرة
وقال :
لقد احضرت لك دميتك ذات الشعر الذهبي والعينان الخضراوان التي طلبتها ..
ثم واصل الاب كلامه وقد اغرقت دموعه خديه :
احتفظت لك بها لأني أعلم انك ستعودين يوما ما ..
ضمت هبة ابيها الى صدرها وقالت :
لن ادعك تغيب عني بعد الان ..
لقراءة تتمة القصة اضغط على الرقم 4 في السطر التالي 👇👇