قصه اراد صياد أن يتقرب من الملك فقال في نفسه كامله
ووجدت الملكة الفرصة سانحة مرة اخري لإثبات بعد نظرها وحسن تدبيرها وسداد رأيها فقالت للملك : أتترك الصياد دون أن تلومه علي بخله، فاستدعاه الملك ووبخه قائلاً : هبطت عليك من السماء ثروة طائلة ما كنت تحلم بها ولكنك تأبي ان تترك جنياً وحداً ضاع منك التقطه بعض السيارة من الحراس او الخدم، ولكن الملك فوجئ بالصياد يرد عليه يقول له : الملك صادق في أني اطلت البحث عن الجنية الضائع ولكن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى والغرض مختلف تماماً عما قلت اطال الله بقاء الملك واسعد الرعية في عهده .
في احد وجهي الجنية الذهبي حروف اللغة العربية التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني، وفي الوجه الآخر صورة الملك فإن تركت الجنية ملقى علي الارض وطئت الاقدام الحروف التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني فإذا انقلب الجنية علي الوجه الثاني تعرضت صورة الملك لنفس المهانة، فليس السبب في تعبي البخل الشديد ولكن السبب حرصى علي حفظ كرامة الحروف والصورة .
فقال الملك : زادك الله حرصاً ايها الصياد علي إكرام الحروف والصورة، إن كنت صادقاً وليس لنا دليل الا حسن الظن وإن كنت كاذباً فهي خدعة اريب، لقد غلبتني وغلبت زوجتي التي حرضتني عليك من وراء الستار مرتين فهنيئاً لك العطية المضاعفة وإن كيد النساء غلبه كيد الرجال .