قال رسول الله على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ أنسٍ رَضيَ اللهُ عنه: «ليسَ مِن بَلَدٍ إلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إلَّا مَكَّةَ والمَدِينَةَ»؛
فامتازتْ هاتانِ المدينتانِ العَظيمتانِ بهذا.
والطاعونُ: نَوعٌ مِن الوَباءِ المُهلِكِ، وهو عِبارةٌ عن خُرَّاجاتٍ
وقُروحٍ وأورامٍ رَديئةٍ تَظهَرُ بالجسمِ، وفي مُسنَدِ أحمدَ عن أبي مُوسى الأشعريِّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فَناءُ أُمَّتي بالطَّعنِ والطاعونِ. قال: فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، هذا الطَّعنُ قدْ عَرَفناهُ؛ فما الطَّاعونُ؟
قال: طَعْنُ أعدائِكِم مِن الجنِّ، في كلٍّ شَهادةٌ».
وقد تَحقَّقَ كَلامُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الطَّاعونِ؛
فقد ظَهَرَ في أكثرَ مِن مَكانٍ عبْرَ التاريخِ، ولم يَظهَرْ بالمدينةِ، تَصديقًا لكَلامِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: علَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: بَيانُ فضْلِ المدينةِ، وفضْلِ سُكْناها.