قال لها : إنني أسمع منك كلاما عجبا ، فهل من تفسير لما تقولين ؟
قالت : نعم . أما أبي الذي يسقي الماء بالماء ، فهو يمتلك مزرعة زرعها بنبات البطيخ ،
والبطيخ ماء يرويه أبي بالماء.
وأما أمي التي تغضب ربها ،
فتذهب كل يوم إلى المقبرة ، تبكي على ولد لها ، أخذ الله وداعته ،
ثم تعود لاطمة خديها ، ناشرة شعرها ، ممزقة ثيابها
وأما أخي الذي يعارك الهواء ،
فهو يخرج إلى الغابات كل يوم يصيد الغزلان والأرانب وما شاء الله له من رزق الصيد ،
وإنني هنا كما تراني وحيدة صابرة في البيت ، وعلى الرغم من أنني أنثى ،
فإنني أصبر صبر الرجال ، فالرجولة في الصبر.
استأذنها اليتيم بالانصراف ثم انصرف ، وعاد إلى عمه يطلب ابنته من جديد ،
وعندما قابل العم ابن أخيه اليتيم قال له : أين المال ؟ قال اليتيم : لا يوجد معي مالا .
قال العم : فأين الرجولة إذن ؟ قال اليتيم : الرجولة في الصبر . قال العم : الآن أزوجك
ابنتي فالمال لا يخلق رجالا بل إن الصبر هو الذي يخلق الرجال ولك مني فوق ابنتي مزرعة كبيرة وبيتا و قطيعا من الحلال .