close
غير مصنف

شرح حديث النبي 🤍

 

فالحديث يدلّ على ترك الإكثار من الوسائل والأشياء المباحة والترفه بها، أي: أنّ المقصود الاقتصار على قدر الحاجة، لأنّ الزائد على قدر الحاجة سرف، وذلك مدعاة إلى حبّ الدنيا وزخارفها، الأمر الذي يفضي بطريق أو بآخر إلى المباهاة والاختيال والكبر، ولا شك أنّ ذلك مذموم شرعا

 

 

قال تعالى: ?وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسْرِفِينَ? [الأعراف:31] وقال تعالى في وصف عباد الرحمن: ?وَالذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً? [الفرقان:67]، والمعلوم -استقراء- أنّ كلّ مذموم يضاف إلى الشيطان لأنّه يرتضيه ويحثّ عليه قال تعالى: ?وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ المبَذِرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا? [الإسراء:27]، ولأنّ الشيطان -لعنه الله- لا يدعو إلاّ إلى خصلة ذميمة إمّا البخل والإمساك، فإن عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير. وفي الحديث دليل على أنّ الشيطان يبيت ويقيل، ويؤكد خصوص المبيت ما صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال أدركتم المبيت والعشاء» (2).

 

 

ويخرج من عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم:”والرابع للشيطان” القيلولة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:”قيلوا فإن الشياطين لا تقيل” (3).

والعلم عند الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

 

 

 

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى