المعتصم
وفي هذا قال الشاعر أبو تمام الذي كان زمانه، عن صوت المراة الذي لباه المعتصم:
لبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ—- كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
وقال أبو تمام في وصف جيش العباسي بقيادة المعتصم والذي لبى النداء:
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ—-جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
وغيرها من الأبيات الجميلة الرائعة التي تصف معركة الشرف والنخوة والبطولة.
وتم تخليد هذه القصة أيضا في مصادر كثيرة ومنها كتاب (معجم البلدان)
لياقوت الحموي والذي شاهد بنفسه وثائق لهذه المعركة بحكم عمله في بلاط الخليفة العباسي أحمد الناصر،
وكذلك خلدها إبن خلدون في (المقدمة) والذي إطلع على وثائق عباسية أيضا، وكذلك ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ).
وأمام هذه القصة الملحمية التي جعلت من الخليفة العباسي محمد المعتصم
أحد أعظم حكام التاريخ ورمزا للشهامة والنخوة والشرف، نقارن بين ما حدث في زمانه وما يحدث في زماننا فندرك
أن الفرق بينهما يتجاوز الفرق ما بين الثرى والثريا.