حكاية الطفل الفقير كاملة
بدأ الحداد يحكى قصته للولد الفقير وقال كما ترى أنا حداد وأبي كان كذلك وقبله جدي وارتقيت حتى صرت أمين الحدادين في هذه البلاد ولي مقصورة في آخر الدكان أرتاح فيها وكان فيها شباك صغير يدخل منه الضوء
في أحد الأيّام كنت جالسا أمسح عرقي وحانت مني إلتفاتة إلى الشباك فرأيت حمامة بيضاء سبحان الله لم أر أجمل منها ولا أصفى منها لونا فاقتربت منها وأمسكتها من قدميها
لكنها طارت بي في الهواء ولم أفهم كيف مررت من الشباك الصغير وكيف قدرت الحمامة على حملي فأغمضت عيني وأنا لا أصدق ما يحدث لي ولما فتحتهما وجدت نفسي أمام قصر عظيم فوقفت مبهوتا متعجبا وأنا أنظر للزخارف البديعة على الحيطان و إلى النوافذ التي يغطيها الذهب والعاج
بينما أنا كذلك إذ إنفتح باب كبير وخرجت منه فرقة من الحرس ومعهم جوقة تعزف الموسيقى ووقفت أمامي عربة تجرها الخيول ثم فتح لي خادم أسود الباب ودعاني للدّخول
فدخلت وسارت العربة في القصر حتى وصلت أمام حمام من الرخام فخرج العبيد وقادوني إلى حوض ماء ساخن وخلعوا ثيابي المتسخة ونظفوني من السواد الذي على جسمي
ثم جاء حلاق فحلق شعري وعطرني ثم ألبسني القوم الحرير والذهب حتى أصبحت كأبناء السلاطين في النهاية أتى الحرس وقادني إلى قاعة كبيرة والناس صفان يهتفون بإسمي
ثم أشاروا إلى عرش من الذهب وطلبوا مني الجلوس وأنا لا أصدق ما يحصل وأفرك عيني لأتأكد أني لا أحلم وقلت في نفسي: أجلس وأمري لله
فأحاط بي الحاشية والوزراء وهم ينادونني بسيدي السلطان وجاء الشعراء فألقوا القصائد ومدحوني ثم قدم الخدم وفتحوا باب الحريم وأحضروا جارية لم ير الرّاؤون أجمل منها أجلسوها بجانبي وأنا أسترق النظر إليها
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇